تُعتبر لبنى العليان إحدى أبرز سيدات الأعمال في العالم العربي، وتحديداً في المملكة العربية السعودية. بفضل رؤية واضحة وتفانٍ عميق، استطاعت لبنى العليان أن تبني سمعة طيبة وتحقق نجاحات بارزة في مجالات متعددة. شغلت العديد من المناصب الرفيعة وكانت أول امرأة سعودية تترأس مجلس إدارة بنك محلي، مما جعلها مصدر إلهام للعديد من النساء في السعودية وخارجها.
البداية والمشوار المهني:
وُلدت لبنى العليان في عائلة ذات خلفية تجارية، فوالدها سليمان العليان كان مؤسس مجموعة العليان التي تعد من أكبر الشركات في السعودية. حصلت على تعليمها الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درست العلوم الزراعية، ثم حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة “إنديانا”.
عادت إلى المملكة بعد دراستها، وانضمت إلى مجموعة العليان، حيث بدأت في اكتساب الخبرة في مجالات التمويل والتجارة والصناعة. بمرور الوقت، شغلت مناصب عليا وساهمت في توسع الشركة عبر العمل على تطوير استراتيجيات جديدة وإدارة استثمارات متنوعة.
التحديات والصعوبات:
لم يكن طريق النجاح سهلاً. عانت لبنى العليان من التحديات التي واجهتها كونها امرأة في مجتمع تقتصر فيه الوظائف القيادية على الرجل بشكل كبير في ذاك الوقت. لكن إصرارها على التفوق، بالإضافة إلى دعم عائلتها، ساعدها على مواجهة التحديات، وتغلبت عليها بتفانيها وإثبات كفاءتها.
أحد أكبر التحديات التي واجهتها كانت في إدارة عمليات مجموعة العليان، التي تنشط في عدة قطاعات مثل الطاقة، والصناعة، والخدمات المالية. كان عليها التعامل مع تقلبات الأسواق العالمية والمحلية، والتأكد من أن الشركة تظل قادرة على التكيف والنمو في وجه المتغيرات.
الإنجازات والنجاحات:
حققت لبنى العليان نجاحات باهرة خلال مسيرتها. أصبحت أول امرأة سعودية تتولى رئاسة مجلس إدارة بنك محلي عندما تم تعيينها رئيسة مجلس إدارة بنك ساب. كانت خطواتها في هذا الدور غير مسبوقة، وقدمت نموذجاً ناجحاً للتغيير في المؤسسات المالية.
كما أنها تدير مجموعة العليان في الشرق الأوسط، وتشرف على عملياتها واستثماراتها المتنوعة. توسعت المجموعة تحت قيادتها لتشمل شراكات دولية وتعمل في قطاعات مختلفة، مما عزز مكانتها كأحد أكبر المجموعات التجارية في المنطقة.
التأثير والإلهام:
لبنى العليان ليست مجرد سيدة أعمال ناجحة، بل هي نموذج للقيادة النسائية السعودية الملهمة. ساهمت في تغيير الصورة النمطية للمرأة في قطاع الأعمال السعودي وشجعت العديد من النساء على دخول مجالات كانت تعتبر حكراً على الرجال.
بالإضافة إلى دورها في الأعمال، لبنى العليان ناشطة في الأعمال الخيرية. دعمت مبادرات التعليم والتدريب المهني في السعودية، وشاركت في برامج لتعزيز ريادة الأعمال لدى النساء والشباب.
لبنى العليان، بدورها كرائدة أعمال، لعبت دوراً محورياً في تطوير الهوية التسويقية لمجموعة العليان، ما ساهم في ترسيخ سمعتها كمجموعة سعودية ذات حضور عالمي. إليك تفاصيل إضافية عن مساهماتها في هذا المجال:
تطوير الهوية والرسالة:
منذ انضمامها إلى مجموعة العليان، أدركت لبنى أهمية بناء هوية قوية للشركة، تتجاوز إطار الأعمال التقليدية وتساهم في رسم صورة حديثة وديناميكية. عملت على تطوير رسالة واضحة للمجموعة تقوم على الابتكار والموثوقية والاستدامة. وقد ساعد هذا التوجه في ترسيخ هوية المجموعة كشركة رائدة تتبنى التقدم وتعكس قيمًا سعودية ذات أبعاد عالمية.
استراتيجيات التسويق:
كان للبنى دور كبير في صياغة استراتيجيات التسويق لمجموعة العليان، مستندةً إلى مبدأ أساسي هو فهم الأسواق المحلية والعالمية. ركزت على بناء علاقات استراتيجية مع شركاء دوليين، مما سمح بتوسيع نطاق تأثير المجموعة. على سبيل المثال، كانت لديها رؤية واضحة حول أهمية التنويع في محفظة الشركة والاندماج مع شركات عالمية بهدف تعزيز العلامة التجارية العليان.
كما اهتمت بدمج أساليب التسويق الحديثة، بما في ذلك التسويق الرقمي، لتوسيع قاعدة عملاء المجموعة. حرصت على الاستثمار في تطوير منصات رقمية تتيح للعملاء فهم منتجات المجموعة وخدماتها بشكل أفضل، مما عزز التفاعل مع العملاء وساهم في تحسين تجربة العملاء الشاملة.
تعزيز الهوية الثقافية:
لعبت لبنى العليان دوراً رئيسياً في تعزيز الهوية الثقافية السعودية ضمن استراتيجيات التسويق الخاصة بالشركة. حرصت على أن تعكس العلامة التجارية لمجموعة العليان القيم السعودية، مثل الكرم والجودة والثقة، حيث تُعتبر هذه القيم جزءاً من هوية المجموعة التسويقية وتساهم في بناء علاقة متينة مع العملاء السعوديين.
الابتكار في التسويق والعلامة التجارية:
لبنى العليان دعمت الابتكار في كل جانب من جوانب التسويق والعلامة التجارية. تحت قيادتها، استثمرت مجموعة العليان في المبادرات المستدامة والحلول التكنولوجية التي تعزز العلامة التجارية كشركة تقدمية وواعية بيئيًا. كان هذا التوجه جزءاً من استراتيجيتها لإظهار التزام المجموعة بالمسؤولية الاجتماعية، وهي رسالة قوية لعملائها وشركائها حول العالم.
إلى جانب ذلك، تبنت لبنى نهجًا في التواصل مع الجمهور يعتمد على الشفافية والانفتاح. لم تكن تخشى مناقشة التحديات والإنجازات بوضوح، مما عزز مصداقية المجموعة وجعلها أقرب إلى جمهورها.
دعم وتمكين المرأة:
لبنى العليان ركزت على تمكين المرأة وتوظيفها في مواقع القيادة داخل مجموعة العليان، كجزء من استراتيجية المجموعة لتعزيز التنوع والشمولية. هذا النهج ساهم في خلق بيئة عمل تلهم الموظفين وتدعم المساواة، ما ينعكس إيجابيًا على صورة الشركة ويعزز من جاذبيتها في سوق العمل.
بناء الثقة وتعزيز سمعة الشركة:
دأبت لبنى على بناء الثقة مع المجتمع، وقدمت نفسها كقائدة قريبة من الناس. هذا الأمر أسهم في خلق بيئة عمل إيجابية ومتماسكة داخل المجموعة، مما ينعكس على سمعة الشركة ويعزز من ثقة العملاء. كما شجعت على تنظيم ورش عمل ومبادرات تعليمية تهدف إلى نشر الوعي بأهمية التسويق والهوية التجارية.
أثبتت لبنى العليان أن بناء هوية تسويقية قوية يتطلب رؤية واضحة وقيادة ملهمة. من خلال جهودها، أصبحت مجموعة العليان نموذجًا يُحتذى به في كيفية بناء علامة تجارية سعودية ذات حضور عالمي وقيم محلية راسخة. إنجازاتها ليست فقط في مجال الأعمال، بل أيضاً في كيفية استثمار الهوية السعودية لتعزيز العلامة التجارية عالمياً.
تستمر لبنى العليان في التأثير على قطاع الأعمال في المملكة والعالم العربي ككل. قصتها تعتبر مثالاً حيًّا على أن النجاح ممكن بالرغم من التحديات. إنجازاتها تلهم الكثيرين وتؤكد أن العمل الجاد والشغف يمكن أن يفتحا آفاقاً جديدة لأي شخص بغض النظر عن الظروف.